سرّ نجاح الاجراءات الرئاسية في 25جويلية 2021 والزخم الشعبي الكبير الذي رافقها هو أنها استهدفت رأسا رأس الأفعي التي سممت كل القطاعات في تونس حيث استبشر التونسيون و هلّلوا لإزاحة الاخوان من الحكم بعد عشر سنوات عاثوا فيها فسادا .
غير أن استهداف التنظيم في الحكومة و في البرلمان لم يكن كافيا لأن جذوره ممتدة لأكبر الهيئات الدستورية مثل هيئة مكافحة الفساد التي تم حلّها بقرار رئاسي وكذلك المجلس الأعلى للقضاء .
بعد هذه الخطوة بدأ الاخوان يحرّكون بيادقهم في الإدارة التونسية و في المنظمات التي يسيطرون عليها من أجل ارباك المشهد العام في تونس واحراج رئيس الجمهورية أمام الشعب .
وقد لعب الاتحاد التونسي للفلاحة و الصيد البحري الذي يضم الفلاحين و البحارة دورا في ذلك وهو الذي يرؤسه قيادي في حزب النهضة الاخواني وان أنكر ذلك حيث تم الترفيع في أسعار المواد الغذائية بشكل غير مسبوق وغير مبرّر .كما تم تجفيف الأسواق من عدد من المواد الحيوية .
وقد تفطّن لذلك رئيس الجمهورية على غرار كل التونسيين فكان لزاما تحرير هذا الاتحاد العريق من قبضة الاخوان .وهو ما تكفّل به أكثر من ثلثي المكتب التنفيذي الذي سحبوا الثقة من الرئيس الإخواني بإيعاز من رئيس الجمهورية الذي كان صريحا برفضة الحوار مع اتحاد يعتبر رئيسه رمزا للفساد في القطاع الفلاحي .
وهذا ما أكّده الرئيس الجديد المنتخب للاتحاد التونسي للفلاحة و الصيد البحري نور الدين بن عياّد خلال لقاءه برئيس الجمهورية.
بهذا الاجراء الجديد الثوري و الذي استبشر به الفلاحون وعموم المواطنين يمكن القول أن جناحا إخوانيا خطيرا تمّ قصّه وهذا ما سيكون له أثرا ايجابيا ومباشرا على معيشة التونسيين و على ميزان الأسعار.