بعد أعلان رئيسة الحكومة التونسية أنها نجحت في سداد الديون الداخلية والخارجية للبلاد، علّق المحلل السياسي نوار الجليدي على هذا التصريح عبر صحيفة البلد المصرية يوم 08ماي 2022 قائلا انه من المبالغة أن تونس قد تجاوزت أزمتها المالية.مشددا على أن رئيسة الحكومة لم تتحدث عن سداد كل الديون وانما تحدثت عن نجاح بلادها في تسديد الاقساط المستوجبة.
وجاء في المقال:
وفي هذا الصدد، قال نزار الجليدي، الكاتب والمحلل السياسي التونسي، إن من المبالغة القول إن تونس قد تعافت وتجاوزت أزمتها المالية كلها، لكنها بالفعل نجحت في تفادي الأسوأ وتحقيق المهم وهو “خلاص الديون المستوجبة في مواعيدها”، وكذلك خلاص الأجور لحوالي 700 ألف موظف عمومي، وهذا ما أكدته رئيسة الحكومة نجلاء بودن يوم 7 مايو الجاري.
وأوضح الجليدي، في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن ديون تونس لا تعد بالخطورة التي يسوق لها في الإعلام وهي أقل بكثير من ديون عدة دول عربية، وقد بلغت في سنة 2021 ما قيمته 102.8 مليار دينار (35.44 مليار دولار) وهي من صندوق النقد الدولي بالأساس وحوالي 30% منها هي ديون ثنائية أو ديون طويلة الأمد من صناديق استثمارية، على غرار البنك الأفريقي للتنمية.
وتابع: “في حين بلغت قيمة الديون الداخلية 40.9 مليار دينار (14.10 مليار دولار)، ويرجع هذا النجاح في تفادي الأسوأ أو التجاوز النسبي للأزمة إلى سياسة الحكومة المتبعة في الأشهر الأخيرة، وهي الضغط على الأسعار ومحاربة المهربين والمحتكرين”.
وأكد أن “هذا النجاح يرجع إلى الثقة التي تتمتع بها تونس لدى المؤسسات المقرضة والدولة الصديقة التي حولت ودائع مالية مهمة للبنك المركزي التونسي“.
واختتم: “كذلك نجحت الحكومة إلى حد كبير في تحقيق التوازن بين المدفوعات والمصاريف، وهي تتبع سياسة تقشف غير معلنة”.