عندما عادد التونسيون بالخارج في الصائفة الفارطة بداية شهر جويلية 2021 كانت البلاد على شفا حفرة من النار التي ما فتأ الاخوان ومن ولاهم في المطارات و في الموانئ و في المعابر الحدودية يشعلونها فالتهب مواطنونا بالخارج بنار أسعار تذاكر السفر سواء كان جوّا او بحرا و بلغت مستويات قياسية لم تزدها الكورونا التي كانت تعصف بالبلاد سوى اشتعالا .اضافة الى القوانين الجائرة و اللامنطقية التي سنّتها حكومة المشيشي المدعوم من النهضة بخصوص الحجر الصحي و التحيلّ على الجالية التونسية في نزل الحجر. وحتى رفعه حينها تقرّر متأخرا جداّ بعد أن أحجمت مئات العائلات عن العودة بسبب تكاليفه الباهظة و خدماته المزرية.
هذا فضلا عن الاكتظاظ في المطارات و ضعف الاستقبال حيث تعدّ فترة اتمام اجراءات الدخول و مغادرة االقادمين عبر المطارات أو الموانئ الأطول والأكثر تعقيدا وروتينا اضافة الى حالات السرقة و الابتزاز و الرشوة. وهي حالات كثيرة تؤكّد لا احترام وتقدير الحكومة السابقة لمواطنيها بالخارج.
موسم عودة الجالية التونسية لقضاء اجازة في بلدهم هذا العام ستكون مختلفة بالتأكيد عن سابقاتها اذ تعد الأولى بعد اجراءات 25جويلية الرئاسية المطهّرة للبلاد مماّ شابها من دنس أصاب كل القطاعات.
وقد تم الاذن بإجراءات فورية في هذا المجال بإقالة المدير العام لديوان الطيران المدني منذ 11مارس 2022 وتغييره بكفاءة جديدة هو السيد منتصر بن حميدة الذي بدأت مجهودات تؤتي أكلها في تحسين الخدمات و الأسطول .
كما تم تعيين السيد فؤاد عثمان رئيسا مديرا عاما لديوان البحرية التجارية و الموانئ.
أمّا التعيين الأهم فشمل الهيكل المباشر للجالية بالخارج حيث تمت تسمية السيدة ناهد بن يحي ، مديرا عاما لديوان التونسيين بالخارج،وهو تعيين سيؤثّر بالإيجاب على تحسين الخدمات و المتابعة للجالية التونسية .
وعموما ببقي الإعداد المبكر لعودة التونسيين بالخارج بالتنسيق مع مختلف القطاعات أمرا مهمّا خاصة و نحن على أبواب الموسم السياحي .ولابدّ من تكوين لجان لمراقبة وحماية مصلحة مواطنينا والاستعداد الأمثل لاستقبالهم واستقطابهم من أجل تنشيط السياحة الداخلية. كما تبقى أهمية اعتماد طرق ووسائل الاتصال الحديثة لإيصال المعلومة للتونسيين بالخارج وإعلامهم بالفرص والخدمات المتاحة، وتشجيع الشبان على العودة إلى الوطن،من الأهمية بمكان .
ويعوّل التونسيون بالخارج على اجراءات 25جويلية للتمتع بصورة جميلة لبلدهم تبدأ من اجراءات العودة في القنصليات بالخارج مرورا بالمطارات و الموانئ وصولا الى المدن التي يزورنها و التي يجب أن تكون معاملتهم خاصة سواء من السلط الأمنية أو الادارية بإرشادهم وتسهيل عطلتهم لا بالتشدّد معهم و استغلالهم .
تونس ما بعد 25جويلية 2021 أمام اختبار حقيقي سواء باستقبالها لحوالي المليون سائح منتظر ومثلهم من أبنائها المقيمين بالخارج.
وعيد عودة الجالية لابدّ و أن يكون فيه تجديد.