أدلى المحلّل السياسي التونسي المقيم بباريس نزار الجليدي بتصريع لموقع”المرجع” بخصوص المستجدّات السياسية الحالية بتونس و أفقها .
وقال الجليدي:
إن كل المعارضين هم المتضررون من مسار 25 يوليو (جويلية)الذين تأمروا على تونس في الفترة من 2011 و2021 وتعاونوا مع منظمات دولية لدعم نظام سياسي هجين لم ينتج دولة تونسية قوية.
وأوضح أن الاتحاد العام للشغل والذي يعد أبرز الكيانات المعارضة للرئيس واحد من هذه الجهات التي استفادت من أوضاع تونس في الفترة من 2011 :2021.
ولفت إلى أن الفيصل بين سعيد والمدافعين عن امتيازاتهم من ساسة أو قضاة أو غيره هو الشارع، مؤكدًا أن التونسيين يثقون بالرئيس بعدما اختبروا خصومه على مدار العشر سنوات الماضية، ولم يجدوا إلا الفشل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
وشدد على أن كل ما يصدر على إنه معارضة هو في الواقع لا وزن له، إذ لن يعطل في رأيه المسار الذي بدأه الرئيس.
واستند الجليدي في ذلك على المواقف الصارمة من قبل الرئيس وعدم تراجعه في قرار واحد منذ 25 يوليو الماضي، رغم كل الضغوط الداخلية والخارجية والتحديات الاقتصادية.
الكاتب العراقي فاروق يوسف
اتحاد الشغل.. حيرة العمل السياسي والنقابي
على خلاف هويته النقابية تسببت التحركات الأخيرة للاتحاد في ظهوره كحزب سياسية وليس مجرد جهة تعاونية تجلس مع الحكومة للتفاوض على حقوق العمال، وبينما لا يعتبر الاتحاد بصفته النقابية ندًّا للحكومة بل يتعاون كل منهما لصالح المواطن، ظهر الاتحاد مؤخرًا كمتاجر بورقة العمال عندما دعا لإضراب عام في ظل زروف اقتصادية صعبة، فور إعلان الرئيس مضي الحوار الوطني وفقًا لشروطه وليس شروط الاتحاد.
وبحسب جريدة الشعب المعبرة عن الاتحاد فالإضراب أسبابه رفض الحكومة الموافقة على الزيادة في الرواتب، متجاهلة تمامًا أي إشارة للخلاف على الحوار الوطني.
ويفسر الكاتب العراقي فاروق يوسف في مقاله له بعنوان «هل يجر اتحاد الشغل تونس إلى فوضى جديدة؟» بجريدة العرب اللندنية، مواقف الاتحاد فيقول إنها نوع من الفوضى المتفرعة عن فوضى الحياة التي خلقتها حركة النهضة على مختلف الأصعدة.
وتابع إن الدعوة إلى الإضراب هي بمثابة خطوة متهورة في اتجاه الانتحار. فتونس لا تحتاج في مرحلتها الحالية إلى تظاهرات شغب بل إلى مبادرات خلاقة تنتشلها من وضع شائك ومعقد.
وألمح يوسف إلى قرارات الاتحاد تختلف مع مبادئه التي طالما أعلنها، مشيرًا إلى أن الانقلاب على هذه المبادئ ربما يشير إلى اشتراك الاتحاد في مؤامرة تعود بمقتضاها حركة النهضة (الجناح الإخواني بتونس) إلى الواجهة بعدما فشلت أن تصنع ذلك بنفسها.
وعن آلية تعامل الرئيس مع الاتحاد فقال نزار الجليدي إن سعيد كان كريم إلى أقصى حد مع إدارة الاتحاد الحالية ولم يتدخل في شئون الاتحاد النقابية رغم ما جرى مؤخرًا من تمديد لرئيس الاتحاد نور الدين الطبوبي، في مخالفة للقوانين الداخلية للمنظمة النقابية.
وأشار إلى ملفات فساد خاصة بمسؤولي الاتحاد الحاليين، مشيرًا إلى إنه لو تم تحريكها فسيدان فيها الكثيرون. وعلى عكس ما يدار عن الاتحاد من كونه هيئة وطنية تدافع طوال الوقت عن الشعب، فلفت الجليدي إلى فترات كان يعيش فيها في بحبوحة حتى 2009 مع نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، الذي ثار عليه التونسيون.
وأكد الكاتب التونسي على أن كل ما يفعله الاتحاد لن يجدي في ظل المضي نحو إكمال خارطة الطريق، مشددًا على أن مصير حركة النهضة هو المحاسبة وكل ما يحدث من إرجاء كان بسبب تفاهمات بين بعض القضاة والحركة الإخوانية.
يشار إلى أن زعيم النهضة، راشد الغنوشي ممنوع من السفر بحكم قضائي على خلفية ورود اسمه ضمن آخرين متهمين في قضية اغتيال سياسيين اثنين في 2013.