ضمن مقال نشره موقع حفريّات بتاريخ 17ماي 2022 و بعنوان “إخوان تونس وصناعة الاستقطاب السياسي.. هل تنجح آخر أدوات التنظيم؟” تحدّث الكاتب و المحلل السياسي المقيم بباريس نزار الجليدي أن حركة النهضة استنفذت كافة مخطاطتها للإضرار بمصالح البلاد بهدف تعطيل مشروع الإصلاح السياسي والاجتماعي.
وجاء في المقال:
الفوضى.. ورقة التنظيم “المحروقة”
ويرى المحلل السياسي التونسي نزار الجليدي، أنّ الحركة الإخوانية قد استنفدت كافة مخططاتها للإضرار بمصالح البلاد بهدف تعطيل مشروع الإصلاح السياسي والاجتماعي، مشيراً إلى أنها باتت تدرك أنه لا مكان لها في قلب المشهد التونسي لذلك تحاول جاهدة تشويه جهود الإصلاح ووضع نفسها في قلب الحدث عن طريق دعوات التظاهر أو التعليق مسبقاً على نتائج الحوار الذي لم يتم دعوتها إليه.
نزار الجليدي: حركة النهضة استنفذت كافة مخطاطتها للإضرار بمصالح البلاد بهدف تعطيل مشروع الإصلاح السياسي والاجتماعي
وفي تصريح لـ”حفريات” يوضح الجليدي أنّ كافة الأحداث في تونس متصلة ببعضها وتتعلق بشكل كبير بمحاولات التنظيم الإخواني للعب أي دور له خلال الفترة الراهنة، بالاعتماد على أجندته التقليدية سواء بإثارة الفوضى عن طريق الشائعات أو دعوات التظاهر أو إشعال الحرائق في البلاد، أو من خلال “تبادل الأدوار”، والمراوغة السياسية عن طريق كيانات بديلة تحمل نفس الأيديولوجيا الإخوانية، لكنها تتمتع بمساحة أكبر للتحرك لتحررها من الانتماء للتنظيم.
ويشدد الجليدي على أهمية انطلاق الحوار المجتمعي في تونس بالتزامن مع خريطة إصلاح شاملة لمختلف المؤسسات في البلاد، لتجاوز تداعيات “العشرية السوداء” التي حكم خلالها الإخوان في تونس وما نتج عنها من آثار اقتصادية وسياسية واجتماعية خطيرة، مشيراً إلى أهمية تنقية كافة مؤسسات الدولة من العناصر الإخوانية والخلايا النائمة التي تعمل بشكل أساسي لخدمة مصالح التنظيم ولا تؤمن بأي قيم وطنية.
التحركات الأخيرة من جانب حركة النهضة هي محاولة جديدة للإفلات من “أزمة طاحنة”، تعصف بالتنظيم وقياداته وتضعهم أمام المحاسبة الشعبية والقانونية
ويؤكد المحلل التونسي أنّ الجماعة لا ترغب في إتمام هذا الحوار، كما ستعمل على تشويهه خلال الفترة المقبلة بالاعتماد على كافة الوسائل المتاحة لديها سواء الإعلام التابع لها أو كتائبها الإلكترونية، مشيراً إلى أنّ الحوار يفضح ادعاءات التنظيم بشأن مناخ الحريات في البلاد، وخاصة روايته أمام الغرب، التي تستهدف بالأساس كسب التأييد والضغط على الدولة التونسية للسماح للإخوان بالعودة إلى المشهد السياسي، بعد سقوطهم المدوي، وحالة الغضب والتذمر الشعبي ضدهم.
نيران الإخوان تشعل البلاد
وإلى جانب التحركات السياسية المريبة، احتد الهجوم ضد “النهضة” خلال الأسابيع الماضية لاتهامها بافتعال أزمة الحرائق التي اجتاحت البلاد بالتزامن مع عيد الفطر، واعتبرها المراقبون محاولة للضغط على السلطات الأمنية في البلاد وإرهاق أجهزة الدولة التنفيذية، في مشهد أعاد للأذهان سيناريو تعاطي الإخوان مع الدولة المصرية في أعقاب عام 2013، والنهج العنيف من جانب التنظيم ضد المؤسسات الوطنية.