تعليقا على قرار الاتحاد التونسي للشغل عدم المشاركة في الحوار الوطني باشراف رئاسة الجمهورية كتب المحلّل السياسي نزار الجليدي مقالا بعنوان : اتحاد حشّاد وعاشور و جائزة نوبل للسلام ما كان له أن يرتكب هذا الخطأ الجسيم !وهذا ما يتعيّن على سعيّد القيام به
جاءفيه:
من المعروف أن الاتحاد التونسي للشغل الذي أسسه فرحات حشاّد وطوّره الحبيب عاشور و كل القيادات التاريخية التي مسكت الامانة العامة فيه و الذي توّج كما لم يتوّج أي اتحاد في العالم بجائزة نوبل على ادارته للحوار الوطني في 2013 .
و المعروف أن الاتحاد في عهد نور الدين الطبوبي ليس هو الاتحاد المتحدّث عنه رغم انحيازه للإرادة الشعبية في 25جويلية 2021 وكان يفترض أن يترجم هذا الانحياز على أرض الواقع و يضع لمساته في الجمهورية الجديدة و الانخراط في الحوار الوطني المنتظر انطلاقه .دون تحامل على أحد و دون الدخول الى المطابخ الداخلية للمنظمات لابد أن نسوق بعض الملاحظات تعليقا على موقف الاتحاد الرافض للانخراط في الحوار .
*الملاحظة الأولى هي ان المستفيد الوحيد من هذا القرار ليس التونسيين و الشغّالين و انما جماعة الاخوان المسلمين ومن ولاهم فهذا الرفض بمثابة جرعة الاكسيجين و هدية مجانية تقدّم لهم في وقت يعيشون موتا سريريا في انتظار الجنازة الرسمية يوم 25جويلية 2022.
*الملاحظة الثانية هي أن الاتحاد التونسي للشغل بموقفه هذا خرج عن فلسلفة الاتحاد عبر التاريخ و الملتصقة بالواقع السياسي و الاجتماعي للتونسيين وهو طالما مثّل قوّة دفع واقتراح .وكان على الاتحاد ان ينخرط في الحوار و يغيّر ما يشاء من الداخل بدل الانسحاب وترك الكرسي شاغرا.
*الملاحظة الثالثة وهي قد يفهم من هذا القرار انخراطا من اتحاد الشغل في التوجّه العام للاتحاد الدولي للنقابات في موقفه التاريخي الداعم للتنظيم الدولي الاخوان المسلمين عبر اللوبي الداعم في واشنطن.
* الملاحظة الرابعة هي أن اتحاد الشغل هو منظمة وطنية محمول عليها ألاّ تتشبّه بالأحزاب و تمارس المعارضة السياسية لأغراض سياسية مشروعة فهو قوة دفع واقتراح و ضغط كما قلنا.وحزب مثل الدستوري الحر والذي يعدّ حزبا معارضا قبل 25جويلية 2021 وبعده هو حزب حكم وله تكتيكه السياسي الذي لا ينازعه فيه أحد ولايمكن مقارنته بموقف الاتحاد.
-وآخر الملاحظات نوجّهها للرئيس قيس سعيّد لنقول ان التراجع على تمشي ثبت تقنيا عدم جدواه لايعدّ ضعفا فالقائد الحق هو الذي يغيّر خططه الحربية داخل المعركة و ليس الذي يكتفي بخطة مسبقة لا تتغير.وهذا لايعدّ خطوة الى الوراء يرفضها الرئيس وانما مراجعة لموقف راهن.