لايختلف اثنان أن البريد التونسي يعد من العلامات المضيئة في الإدارة التونسية وقد لعب دورا مهما في التخفيف من كل الازمات التي مرت بها البلاد واخرها جائحة كورونا حيث كان الجانب الاجتماعي طاغيا على خدماته عكس البنوك التونسية التي استكرشت من الجائحة وحققت أرباحا خيالية في ظرف سنتين دون أن تقدم شيئا يذكر لحرفائها وهو ما جعل الالاف منها يغادرونها نحو البريد.
ومنذ سنوات قدم مشروع رائد لتحويل البريد التونسي الى بنك وطني يغطي كامل تراب الجمهورية بمدنها واريافها لكن كل مرة يتم افشال اطلاق هذا المشروع الرائد والسبب ليسا تقنيا أو ماديا انما اتضح أن لوبيات المال والمتحكمة في البنوك وخاصة الخاصة منها تمنع أن يرى المشروع النور لعلمها أنه يمثل خطرا على ارباحها الضخمة وأنه سيسحب الحرفاء منها.
على الدولة ان تنتبه لهذه النقطة وهاته العراقيل التي تدبر بليل وفي الغرف المظلمة فالاحتكار ليس في السلع وانما هو اخطر في عالم المال والأعمال.
أرقام البريد التونسي تؤهله ليتحول حالا الى بنك وطني ولا يحتاج سوى لقرار شجاع. ومنه:
*حوالي 4 ملاين تونسي لديهم حسابات ادخار بالبريد.
*أكثر من 2 مليون تونسي لديهم حسابات بريدية تجارية.
*حوالي 100 ألف حريف يتعاملون مع البريد يوميا.
*حوالي 85% من المعاملات هي أساسا معاملات مالية.
*أول من استعمل في أفريقيا وحتى قبل سويسرا تقنية “حوالة في دقيقة mandat minute” منذ أكثر من 25 سنة… وقتها دول مازالت موش مرتبطة بشبكة الانترنت…
*تحصل السنة الفارطة على جائزة أحسن مؤسسة بريد عربية وأفريقية.
*حصل على الجائزة الأولى في مجال الخدمات الرقمية «e- business في حفل أقيم بمقر الاتحاد الدولي للاتصالات IUT بجنيف منذ ثلاثة أسابيع…