في ظل تواصل ارتفاع منسوب الصراع بين روسيا وأوكرانيا وحرب الوكالة التّي تقودها أمريكا بالتعويل على الجناح الأوروبي، يتوجه الرئيس بوتين لتمديد أنفاس الحرب، وذلك بهدف تجييش الشعوب الغربية ضدّ حكوماتها ومواقفها الداعمة لأوكرانيا، حيث تسعى الولايات المتّحدة لتقديم دعم لا متناهي للجانب الأوكراني بهدف المس من التوزان الروسي، إلاّ أنّ الحقيقة التّي تغلب على هذه الحرب الآن تتمثل في خوف الغرب بالأساس من إعادة سيناريو معركة ستالين غراد، وهي أبرز المعارك التّي دارت في الحرب العالمية الثانية، وذلك ما يجعل من الغرب أمام حلّ وحيد وهو التصالح مع روسيا لتجنّب شتاء قارس، خاصة في ظلّ الأوضاع الاقتصادية الصعبة والكارثية التّي يعانيها ومخاوف مواطنيهم ممّا ينتظرهم في فصل الشتاء .
في المقابل كانت العاصمة الأوكرانية كييف قد أعلنت أنها تسلمت من كل من الولايات المتحدة واسبانيا والنرويج أنظمة دفاع جوي جديدة، من شأنها أن تمكنها من قصف المدن الروسية وهدم البنى التحتية الحيوية.
وفي هذا السياق صرح وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في تغريدة له على موقع “تويتر” بأن أنظمة الدفاع الجوي “ناسامز” و “أسبيد” ستساعد على تعزيز قدرات جيش بلاده إلى حد كبير وستجعل من مجالهم الجوي أكثر أمنا”
مضيفا: ” سنواصل قتال الأعداء الذين يهاجموننا..شكرا لشركائنا: النرويج واسبانيا والولايات المتحدة.”
يأتي ذلك في ظل دعوة أوكرانيا حلفائها الغربيين لتزويدها بأنظمة دفاع جوية حديثة ، في الوقت الذي تكثف فيه موسكو ضرباتها على البنى التحتية، وهو ما أدى إلى انقطاع واسع النطاق مع اقتراب فصل الشتاء
*فهل سيؤدي تواصل الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا لاستمرار الصراع مع روسيا؟ أم أنه من الأجدى أن تسعى هذه الدول لتهدئة الأوضاع وتوفير الظروف الملائمة للمفاوضات بين الطرفين!
من جانبه أعرب الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش عن مخاوفه من المعركة المحتملة على منطقة خيرسون والتّي اعتبر أنّها قد تكون شبيهة بمعركة ستالين غراد، حيث قال في حديث تلفزيوني: ” نواجه وقوع معركة ستالين غراد، المعركة الحاسمة في الحرب في أوكرانيا- معركة خيرسون، حيث يستخدم كلا الجانبين الآلاف من الدبابات والطائرات والمدفعية. يعتقد الغرب أنه بهذه الطريقة سيكون قادرا على تدمير روسيا، وتعتقد روسيا أنها بهذه الطريقة ستكون قادرة على حماية ما كانت تطلبه في بداية الحرب وستتمكن من إنهاء الحرب.
وبالتالي يمكن التوصّل إلى أنّ أنظمة الدفاع الواصلة إلى أوكرانيا من الغرب، من شأنها أن تبطأ التقدم الروسي وتحد من فاعلية تفوقه على الأرض ومن فاعلية الدبابات لكنها لن تقلب الموازين الإستراتيجية برمتها.
وبات واضحا أيضا أنّ الصراع بين الطرفين سيستمر، خاصة وأنّ روسيا تعمل على أن يكون عامل الوقت ضغط على الحكومات الأوروبية التّي ستواجه مخاوف شعوبها من الشتاء القادم، وهوم ما سيدفعها للانصات لهم والإعتراف بأن هذه الحرب يجب أن تتوقف، وان تغير أوروبا موقفها حتى تصبح راعية لمفاوضات جدية تنهي الحرب، وفي هذا السياق لا بد من ملاحظة أن الموقف الفرنسي بصدد التبلور والإقتراب من الموقف الألماني رغم المكابرة التي تبدو في لهجة ماكرون.