تعدّ ولاية تطاوين أكبر ولاية من حيث المساحة في تونس بولاية تطاوين ب 38889 كلم مربع وهي من الولايات الحديثة مقارنة بالبقية حيث تأسست في 2 مارس 1981.
والولاية تجمع ضاربة في القدم بتاريخها و جغرافيتها .
تطاوين الجغرافيا
تقع ولاية تطاوين في أقصى الجنوب التونسي حيث تحدها كل من الجزائر غربا وليبيا شرقا كما تحدها من شمال ولايات مدنين ، قابس وقبلي شمالا.وتضم سبع معتمديّات هي معتمدية بئر الأحمرو معتمدية تطاوين الجنوبية ومعتمدية تطاوين الشمالية ومعتمدية الذهيبة و معتمدية رمادة ومعتمدية الصمار ومعتمدية غمراسن.و يبلغ عدد سكانها أكثر من 2004 150 ألف ساكن ساكنا بحسب آخر احصائية
تطاوين التاريخ
أصل تسمية كلمة تطاوين أمازيغي و تعني العيون ومفردها لكنّ حضارتها أقدم من ذلك بكثير و المؤشرات العديدة تدلّ علي أن الصحراء فيها كانت كانت عامرة بالسكان في العصور القديمة .كما عرفت ولاية تطاوين الحضارة الرومانية بصفتها جهة حدودية بين مجال سيطرة السيطرة الرومانية ومجال القبائل البربرية المستقلة في أطراف الصحراء وتبعا لذلك أنشأ الرومان في هذه الجهة عدة منشآت ذات صبغة دفاعية مثل الحصون كحصن “تلالت” وحصن “رمادة” وفي نفس الوقت أنش أالرومان عدة منشآت زراعية كالسواقي و السدود ماتزال آثارها الي اليوم.
ثمّ خضعت الولاية للفتح الاسلامي آواسط القرن السابع ميلادي . وبحكم تواصل الفتح الإسلامي وتدفق العرب وخاصة بعد الحركة الهلالية و استقراربعض القبائل العربية في الجنوب الشرقي مثل “أولاد دياب” و “المحاميد” تفاعلت هذه القبائل البربرية مع الفاتحين فأنصهر العنصران البربري والعربي وتخلي العنصر العربي عن حياة الترحال وأنشأت في مرحلة أولي القصور الجبلية ثم القصور السهلية وهي عبارة عن معاقل للاحتماء والتحصن في بداية الأمر ثم تحولت الي مواضع لتخزين المنتوجات الفلاحية بأنواعها وفي العصور الحديثة اصبحت نواة للحياة الحضرية ثم للسياحة الجبلية.
تطاوين المتناقضات
تعدّ ولاية تطاوين من أغنى الولايات في تونس و أفقرها في ذات الوقت حيث تبلغ فيها نسبة البطالة مستويات قياسية تناهز 30بالمائة في المقابل فهي تزخر بثروات طبيعية، منها النفط والغاز، وتضمّ أيضا منشآت صناعية حديثة، والعديد من الشركات الأجنبية العاملة في مجال التنقيب عن النفط والغاز.لكن أكثر من 90بالمائة من هذه الخيرات لاتستفيد منها الجهة و تحوّل للعاصمة و للخارج وهو ما جعل السكان يشعرون تاريخيا بالغبن و التهميش و يضطر الكثير منهم لهجرة ولايتهم امّا لمدن أخرى في تونس أو للخارج حيث تعدّ تطاوين في المرتبة الأول من حيث الهجرة و النزوح .فلاتكاد تعثر في تطاوين على منزل ليس فيه غائب أو مهاجر .و تصل نسبة المهاجرين في مدينة غمراسن مثلا الى 60في المائة نظرا لقساوة الطبيعة فيها وانسداد الأفق للعمل .
وتعيش تطاوين منذ شهر أفريل 2017 على وقع احتجاجات مطالبة بالتنمية والتوظيف في حقول النفط في الجهة، و المطالبة برصد 20% من عائدات الطاقة لصالح الأهالي، إضافة إلى تخصيص نسبة 70% من الوظائف بالشركات البترولية لسكان المدينة، وإنشاء فروع للشركات الأجنبية داخل الولاية .
وهي طلبات استكثرتها عليها الحكومات المتعاقبة و اعتبرها البعض من قبيل الابتزاز فجوبهت الاحتجاجات بالحديد و النار حينا و بالمفاوضات و الوعود الكاذبة في أحيان كثيرة لتظل دار لقمان على حالها.
وتأكّد الأهالي في تطاوين أن الحل لمشاكل ولايتهم و انقاذها قرار لا يتّخذ في تونس و انّما في المقرّات الخارجية لكبرى الشركات المنتصبة بالجهة .كما تأكّدوا أن تطاوين لن تبنى سوى بسواعد أبنائها .
ونقترح في هذا المجال انشاء ودادية للجالية التطاوينية بالخارج تكون مهمتّها .
* وضع برنامج للنهوض بالولاية و مختلف مدنها و ايجاد التمويلات الضرورية لذلك عبر المساهمات المباشرة للمنخرطين فيها أو عبر تمويلات من منظمات و جمعيات تنموية دولية .
* بعث مشاريع صغرى و شركات بين المهاجرين من أبناء الجهة تشبه الشركات الأهلية التي من المنتظر أن تشرع الدولة في انشائها .
* الترويج للسياحة الجبلية و المخزون الثقافي في الخارج .
لقد بات واضحا اليوم أن الدولة عاجزة عن مجاراة كل هذا الكمّ من الفقر في كل الولايات و تطاوين لن تكون استثناء ولن ينالها من التنمية في قادم السنوات سوى النز القليل .ليبقى الحل التعويل على الذّات التطاوينية لبناء تطاوين الجديدة.